العمارة التقليدية

Homeخزائن التاريخفسيفساء العمارة

العمارة التقليدية

فرضت طبيعة البيئة ومواصفاتها وسمات موادها وظروفها المناخية، الساحلية والجبلية والصحراوية، أنماط عمارة متمايزة في كل من هذه المناطق، تنوعت معها أشكال و

المقاهي الشعبية

فرضت طبيعة البيئة ومواصفاتها وسمات موادها وظروفها المناخية، الساحلية والجبلية والصحراوية، أنماط عمارة متمايزة في كل من هذه المناطق، تنوعت معها أشكال وفنون العمارة التقليدية في الإمارات تبعاً وطبقاً لنوع البيئة التي هي فيها، وذلك من حيث طرز المعمار وفنونه ومواده ومواصفاته ووظائفه. وقد أضفى هذا وأثمر مكوناً غنياً وتنوعاً في المعمار الإماراتي، يعكس ثقافات ثرية وفنوناً راقية، خصوصاً أن الدولة ورثت بعض ملامح أقدم فنون العمارة العريقة لحضارات مهمة قبل آلاف السنوات قامت في هذه الأرض، مثل: حضارة أم النار التي (الألف الثالث قبل الميلاد)، حضارة تل الكوش برأس الخيمة، التي ترجع إلى أربعة آلاف سنة، وحضارة الدور بأم القيوين (القرن الأول الميلادي)، حضارة الجميرة بدبي (ترجع إلى القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي)، حضارة هيلي في العين، وأعسمة وجلفار في رأس الخيمة، ومليحة في الشارقة، وغيرها الكثير.

– المواد المستخدمة في البناء
اعتمدت العمارة المحلية على مقومات ومواد البيئة وخبرات أهل المكان، التي تراكمت عبر عصور متعاقبة مهروا معها في توظيف معارفهم والعناصر المتوافرة، لتعمي بيوتاً وقلاعاً وحصوناً ذات خلطات وقوالب بنائية متميزة، وتؤمن حماية الناس من ظروف الطبيعة المختلفة، الحرارة والبرد، بجانب حصانتهم وحمايتهم من أية هجمات وغزوات مباغتة بالنسبة للحصون والقلاع خصوصاً.
*ومن أهم المواد المستخدمة في البناء:
(المدر) وهو نوع من الطين يجلب من الوديان والواحات، (الجص) ومصدره مواقع محددة تعرف بـ(المحارق)، وقد كانت تنقل هذه المواد على ظهور الحمير والجمال إلى مواقع البناء ثم تحرق جيداً في المواقد والأفران، ليجري دقها ناعمة جيداً عقبها، ومن ثم تستخدم في بناء المخازن والبيوت في المدن، وذلك مع إضافة مواد للخلطات، منها: الحشائش و(البعو) وهو نوع من الأصداف البحرية و(الشبو)، وهو بعض ما يلفظه البحر، وأوراق النخيل، وحجر البحر، الذي يقطع من المرجان البحري ويسمى محلياً (البيم)، وكذا مادة الصاروج، التي تستخدم ضمن خلطة البناء في البيوت القديمة.
أما عملية دهن الجدران وطلائها من الداخل والخارج فكانت تتم باستخدام الطين والمدر، وهذا الأخير كان يغطي أيضاً سقوف المنازل لمنع تسرب مياه الأمطار.

– يوجد نوع آخر من المنازل الجبلية التي تُبنى باستخدام حصى الجبل بطريقة معمارية لافتة، حيث توضع الحصى ويُصف فوق بعضه بعضاً.
*تستخدم الأخشاب مثل (الكندل) و(البنبو) و(الساج) التي تجلب من أفريقيا في الأسقف والنوافذ والردهات، ويستخدم السعف والدعون من الجريد، وكذلك جذوع النخيل في أماكن معينة مثل الأسقف والأعمدة الجانبية والنوافذ.

– فنون العمارة المحلية
تفنن البناؤون والنقاشون والحدادون وسواهم من المهرة بالمجال في طرز العمارة المحلية، من مساكن ومساجد وقلاع وحصون وأبنية ملحقة بها، فبرزت في أشكال هندسية وفنية متقنة وجاذبة رونقها، إذ زينت البيوت القديمة بأعمدة وأقواس وزخارف ونقوش جميلة، ومن نماذجها (المخازن) و(الملاحق) أي الغرف الخاصة بالبيت، وكذلك في الأروقة حول الفناء الداخلي.
كما ركزت فنون العمارة المحلية بشكل أساسي، على التهوية في المباني فصممت النوافذ وأطوالها، وفي وضع الواجهات الداخلية، وبحيث تكون مفتوحة ومزينة بمصابيح وحواف خارجية ذات شكل هندسي، وكذلك اُعتُني ببناء (البارجيل) وهو برج الهواء.
*(البراجيل)، أبراج تشيد في أعلى المسكن، بها فتحات علوية وجانبية توفر دخول الهواء إلى داخل البيت.
* صنعت الأبواب من أفضل أنواع الأخشاب (مثل: الساج والمرندي)، وحملت نقوشاً وزخارف متفردة، وكذلك الأمر بالنسبة للنوافذ والأعمدة والأقواس القائمة على النوافذ والأبواب والمداخل، التي زودت جميعها بملامح فنية جاذبة، كما حظيت الزوايا والأركان والحواف باهتمام كبير ضمن الغرف، حيث صممت بشكل هندسي متناسق وعولجت الجدران الداخلية والفرندات والفتحات بمواد خاصة مثل البلكونات الخشبية والنوافذ الحديدية، كما زودت بزخارف وبالأحجار البيضاء المجلوبة من أعماق البحر مثل الحجر الجزيري، الذي يوضع على واجهات الأبواب الرئيسية للمنزل التقليدي، وتوظف الأخشاب في تصميم الأبواب والشبابيك والشرفات و(الوارش) أي النقش في السياج، إلى جانب الزجاج الملون في الأجزاء العلوية للأبواب والشبابيك، وكذلك تدخل القضبان الحديدية مثبتة على الشبابيك من الخارج.

أنواع
1-عمارة السكنى

*شكل البيت التقليدي:
يتألف البيت التقليدي في المنطقة الساحلية، من:
فناء الدار/ (الحوش- الحوي)، ويحاط بـ(دار) أو (طوفة) أي جدار.
المجلس/ غرفة استقبال الضيوف.
المخزن/ غرفة النوم، وتسمى (دخرية) أو (دخريات).
البخار/ مخزن لحفظ مواد المعيشة.
المطبخ، وبه التنور أي موقد طهي النار.
البئر/ (الطوي) أي البئر إذا كانت ماؤه عذبة و(خريجة) إذا كانت ماؤه مالحة.
زاوية الغسيل/ (زوايا أو زاوية).
أدب / أي المرحاض.
الدكة و(السيم) و(المنامة)/ مصطبة تستخدم للنوم خارجاً أيام الصيف.
بيت المرحى/ لطحن الدقيق والحبوب.
الحجرة/ وهي غرفة النوم والجمع (حجر).

-المنازل الشتوية:
-(المخازن)، منازل شتوية، تبنى من الحصى والمدر ويضم ملاحق: (الخانوه) أو (القطيعة) أي الحمام و(الزوية) وهو مكان في جانب الغرفة يوضع فيه الكوار للشاي والقهوة. وهناك منازل شتوية عديدة أيضاً، منها: الخيمة أو (الكارين)، التي تبنى من سعف النخيل وتسقف بالدعون والجريد، وتكون مائلة من الجانبين، والمخزن والخيمة تنتشران كثيراً في المدن الساحلية.
-(القفول) أو القف عند الشحوح وتسمى (الالقي) عند الحبوس أو المغلقة، وتبنى في الجبال، وهي غرف للنوم تُشيد بطريقة تغوص معها لتحت الأرض لنحو نصف قامة وفوق الأرض بمقدار قامة تقريباً، وتوجد بها فتحتان تستعملان كونهما مصابيح للإنارة، وهي مبان سكنية خاصة بسكان الجبال من البداة، وعادة ما تشيد بحصى الجبل من الكندل أو جذوع السدر وتدهن بالطين أو المدر من الداخل والخارج.

-المنازل الصيفية:
-العريش: «المسكن الصيفي». هذا هو مسمى مسكن العريش بناء على وظيفته ودوره ومواصفاته، إذ كان بيت السكنى بالنسبة لإماراتي في فصل الصيف، إذ يبنى من جريد النخيل، وتتكون دائم العريش من جذوع من النخل أو جذوع أشجار أخرى، وتتركز في حفر تحفر بالأرض، وتتشكل جدران بيت العريش من خلال قطع من جردي النخيل تسمى «المزفن» تربط بين الجذوع.
وكان الأهالي يستخدمون العرشان في الصيف أثناء انتقالهم للأرياف، ومن المباني الصيفية أيضاً (الدهريز) أو الدهليز، وهو بناء مفتوح من ثلاثة جوانب.
أما عند البداة فمن أشهر بيوت الصيف (الصفة)، وهي غرفة للنوم تضم الفتحات وتُبنى من حصى الجبل الصغير الحجم، سقوفها من العسق، ومن خشب العصب (الميز) و(المزي).

2-العمارة الدفاعية:
نرى العمارة الدفاعية جزءاً رئيسياً من ملامح المدن القديمة في كل مناطق الدولة، وذلك لغرض حفظ الأمن وحماية السكان من الغزو وصد أي عدوان، ومن أنواع هذه المباني. وسميت هذه المباني قديماً، بـ(مقابض) بمعنى أن من يستولي عليها يستطيع أن يقبض على البلد ويحكمها.
– استخدمت في بناء العمارة الدفاعية، سواء كانت حصوناً أو قلاعاً أو أبراجاً، مواد محلية على رأسها (المدر) وهو نوع من الطين شديد التماسك، ويخلط به المرجان المستخرج من البحر والجير المحروق وأوراق النخل، وتسقف بالدعون ومفردها (دعن) وهو جريد السعف، وهناك الأبراج الدائرية والمربعة الشكل، وتعتبر الأبراج خط الدفاع الأول للمدينة وحولها تُبنى الأسوار، التي تحيط بالمدينة ولهذه الأسوار بوابات محكمة.
ومن أشهر الحصون والقلاع في الإمارات (قصر الحصن) في مدينة أبوظبي، ويعود تاريخه إلى عام 1793م، وحصن الفهيدي في دبي، وفي الشارقة (حصن المحلوسة)، الذي يعود تاريخ تشييده إلى بداية حكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الكبير، الذي تولى الحكم 1803– 1866م، وفي عجمان (حصن عجمان)، الذي بني عام 1775م، وفي أم القيوين (حصن أم القيوين)، وفي رأس الخيمة (حصن أو قصر الزبّاء)، الذي يعود بناؤه إلى فترة قديمة، وهو يقع في منطقة شمل، أما (حصن القواسم) بمدينة رأس الخيمة فقد بني عام 1736م، وفي المنطقة الشرقية من أهم القلاع والحصون (قلعة الفجيرة)، التي يعود تاريخها إلى نحو عام 1670م، و(قلعة البثنة)، التي بنيت في عام 1735م.
وهناك أيضاً الأبراج الدائرية والأسوار، ومن أقدم الأسوار (سور مدينة جلفار)، الذي يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وقد اندرس الآن، ولم يبق له أثر، وسور مدينة رأس الخيمة، والذي قامت القوات البريطانية بإزالته أثناء اقتحامها للمدينة عام 1819م، وكانت توجد أسوار حول مدينة دبي ومدينة أم القيوين.

COMMENTS

WORDPRESS: 0