Category: رؤيا ورسالة
لا جدال في صواب وصحة حقيقية تاريخية حيوية ودينامية في حيوات الشعوب جميعاً، مفادها: لا أمل بالحاضر ولا أفق للمستقبل من دون التمسك بأصالة الماضي وجعل مكوناتها معصرنة ومتجددة في جوانب حياتنا اليومية الراهنة. وطبعاً، من المؤكد أن لهذا الأمر، خصوصية وحساسية كبيرتين في دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحبة التاريخ العريق والتراث الغني، والتي تواكب، أيضاً، بجهود وإبداعات شبابها وكافة شرائحها، شتى صنوف التقدم التكنولوجي والمعرفي والعملي التي باتت ترتكز بشكل رئيسي إلى المساقات والمنابع الرقمية والإلكترونية المتنوعة.. وكذا تنافس وتحضر في حقول علوم واستكشافات الفضاء، مواكبة أيضاً أحدث التقنيات والأساليب العصرية، وذلك بموازاة احتضان الإمارات لفسيفساء ثقافات عالمية عديدة، حيث يعيش فيها أفراد ينتمون لحضارات عديدة وهم من أكثر من 200 جنسية. ومن الثابت أن لجميع هذه العوامل والحقائق إفرازات وتأثيرات جانبية مهددة للتراث والأصالة في حال لم تتدارك الجهات المجتمعية كافة هذه المسألة وتبادر لأداء دورها في صون التراث وعصرنة مكوناته وترسيخ حضورها اليومي والقوي في يوميات الناس، للحؤول دون ذوبان الثقافة المستقلة والهوية الخاصة للمجتمع. إذاً، هي معادلة وخريطة طريق ثقافية حساسة ومهمة وخطرة في عصر تحكمه التكنولوجيا وتسيطر فيه الأدوات والسياقات المعرفية المرقمنة على عقول واهتمامات الشباب خاصة، حيث تحولت إلى الوسيلة الأنجع والأجدى في أي خطاب أو رسالة موجهة للشباب، وهو ما يحاول «المجلس» مواكبته وتجسيده مركزاً على مد الشباب بمحتوى تثقيفي وتعليمي، رقمي، ثري وبلغة عصرية شائقة، يعرفهم بمكون تراثهم ومفرداته وجمالياته، مرسخاً في نفوسهم حبه والتمسك به والسعي لعصرنته وجعله حاضراً في يومياتهم، ومجسراً بهذا النهج الهوة الحقيقية الواقعة بين الشباب الإماراتي وتراثهم بجانب حثهم على حفظه وتبنيه بصيغ عصرية مناسبة تجعلهم قادرين على نسج علاقة تناغم وتكامل بين تراثهم وثقافتهم الأصيلة من جهة، ومهاراتهم ومعارفهم العلمية والتكنولوجية العصرية، من جهة أخرى، ذلك كي تبقى هويتهم عوناً وأساساً وسنداً لهم في مسارات نجاحاتهم وإنجازاتهم العصرية والمستقبلية.