Category: جذور وواحات
من ليس له ماضٍ ليس له لا حاضر ولا مستقبل". هكذا لخص ورأى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، قيمة التراث والتاريخ ودورهما في صوغ وبناء ركائز النهضة والتطوير المعاصر والمستقبلي في حياة الشعوب والدول. إنها رؤية ثاقبة وحيوية يجدر بجميع الشباب الإماراتي أن يعوا أهميتها الاستراتيجية وحساسيتها بينما تخوض الإمارات، بثقة واقتدار، غمار التطوير والتقدم في كافة الميادين لتسهم في إثراء مكون الحضارة الإنسانية من خلال إنجازات نوعية تحققها بشكل متواصل. فمهما كان النجاح حليفنا ومهما قطعنا من أشواط تطور عصري وتحصيل علمي عالٍ وإتقان نوعي لأساليب التكنولوجيا العصرية، لا بد وأن تبقى علاقتنا بالتراث وثيقة وقوية..ولا بد أن نحرص على التمسك بمضامينه ومكوناته وأن نواصل تجديدها وتبنيها وفق روحية تواكب الحداثة، ذلك كون عناصره دعامة هويتنا وثقافتنا وشخصيتنا، ولذا لا بد أن تبقى مكوناته وروحيته عنواناً نيراً يذكرنا بقيمة جذورنا ويعزز قدرتنا على المضي قدماً بثبات وثقة يعززان حضورنا المؤثر بين الأمم. ولا شك أن الرهان الأساسي في هذا التحدي هو على شبابنا ومدى وعيهم بمسؤولياتهم تجاه موروثهم وهويتهم، فنحن بهذا الحرص وهذا الدأب، الذي ارتأى موقع وتطبيق «المجلس» أن يكون جزءاً من موكب وركب العمل والمسؤولية فيه، سنمنع فقدنا مكون أصالتنا والذوبان في أفلاك وثقافات وشخصيات الأمم الأخرى في هذا العصر المعولم الذي بات فيه محو الذاكرة التاريخية والثقافية للشعوب أساس تدهورها وتخلفها.