Category: الألعاب الشعبية
تتوافر فيه فرصة اللعب والتسلية والتعلم والملاحظة والتقليد والتعود على أساليب السلوك وإنشاء العلاقات والروابط وتقوية روح التضامن. ألعاب وقيمة دور مهم أدته الألعاب الشعبية في عملية التنشئة القويمة للأطفال، خصوصاً وأن تلك الألعاب، متنوعة ومحددة ومفروزة حسب سن الطفل وحسب الجنس: ذكر أو أنثى. ومعها وفي سيرورة أحكامها كانت تنصقل شخصيات الأطفال وتتقوى بنى أجسادهم وكذا تتعزز ثقتهم بأنفسهم ويتعرفون على الأصدقاء ويبدؤون تمييز الأخطار والواجبات بشكل عملي، وأيضاً تبدأ تتعمق لديهم، بفضلها، المشاعر الاجتماعية وأحاسيس الارتباط بالمحيط الاجتماعي وحب الأقران. قص مسلٍ مثمر ولا ننسى أيضاً دور القص والقصص الشعبية التي كانت تروى للطفل من قبل الجد أو الجدة، الأب أو الأم، الجار أو الجارة. إذ ترسخ في نفسه الخير والمحبة والجمال. وذلك علاوة على الطقوس الاحتفالية في الأفراح والأعياد وكذا مراسم الحزن وطقوس الجلسات والمناسبات المختلفة. فجميعها يؤدي دوراً مهماً في تربية الطفل وفق معايير مخزون قيم أساسها الخير والتكاتف والتعاضد والتعلق بالنجاح والتسامح والتآزر. وكان من المظاهر الجميلة التي تترك كبير الأثر في نفس الأطفال، العيدية- مثل «حق الليلة»-، حيث تعبر عن الكثير من التواد والترابط، وتنشئ الطفل على المحبة والجمال والإحساس بالانتماء إلى عائلة كبرى هي عائلة المجتمع والوطن بأكمله. فنجان (حبة الفهامة) -لحظة ولادة الطفل /الطفلة، يقوم الأهل في الأسر الإماراتية بترديد الأذان في أذنه اليمنى وإقامة الصلاة في أذنه اليسرى، ويقومون بذكر اسم الله عز وجل. وبعد أن يكمل المولود شهره الأول يردد الأهل أمامه: (الله الله ولا إله إلا الله، محمد رسول الله، الله ربك، ومحمد نبيك، الإسلام دينك، والمؤمنون إخوانك، والصالحات أخواتك). -عقب انقضاء أول 5 شهور من عمر الطفل، يباشر الأهل مناغات طفلهم: (داغ.. اغ) أو (أعون لا إله إلا الله) ويشرعون لاحقاً، تعويده على لفظ الكلمات: (الله، أبه، أمه، أمبوه: للماء، ماما، دادا، وبح: أي بس). ومن الروايات الشائقة في السياق، أن أهل الطفل كانوا يسقونه القهوة، خلال هذه الفترة من عمره، من الفنجان، ويسقونه خاصة من أول فنجان من (الدلة) كل يوم، لان فيه، باعتقادهم وكما درجت العادة: (حبة الفهامة)، أي الوعي والفهم. فالقهوة كما قيل ودرج العرف لديهم: (تلب الياهل) أي يصبح الطفل، بفضلها، لبيباً. -مناسبة «التسنين»، هي مناسبة مهمة جداً، كان يحتفى بها مع بلوغ الطفل الشهر السادس، مع ظهور أسنانه (أسنان اللبن) كما تسمى. وتحرص الأم أثناءها على معالجة ومداواة كل الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة باستخدام الأعشاب الطبية (كالمحلب) الذي يطحن ناعماً ويوضع على رأس الطفل. إضافة إلى الملح مع الماء البارد والذي يوضع أيضاً على رأس الطفل. كذلك يوضع السمن على راحة كف الطفل ورجليه ورأسه ورقبته غاية التخفيف من آلامه، ويترافق ذلك مع تطبيق جملة طقوس وعادات وتقاليد، بينها: استخدام التعاويذ والأدعية (الحجاب) و(القامة). -الخطوات الأولى: تبدأ الأم، بعد أن يكمل الطفل عامه الأول، تدريبه على المشي بمعاونة أبنائها وعائلتها وأقربائها، ذلك بعد أن يكون اعتاد الحبو والزحف. إذ يمسك من يدرب الطفل على المشي بيده ويحفزه ليخطو بينما هو يردد على مسامعه: (تاتا حبوه مشي). وكان يجري تعويده أحياناً للاستعانة بـ(الدعن) أي جدار العريش المصنوع من سعف النخيل، والإمساك به خلال محاولة المشي. وفي هذه المرحلة يظل الطفل يحاول المشي ويتعرض للسقوط والآلام أحياناً، إلى أن يتقن المشي أخيراً.. ومن الوسائل التي استخدمت لتعين الطفل على إتقان المشي، عصا (الجالوسية) المصنوعة من الخشب، حيث تثبت لها أرجل ليستطيع الطفل تحريكها، أو كان يوضع في (القفير): سلة مصنوعة من الخوص، ويطاف به على الجيران، وبعد ذلك يتشجع ويمشي.. وغير ذلك الكثير من العادات في الخصوص. ولتعلم المشي طقوس مصاحبة حيث تنثر (الفلوس) والمكسرات والحلويات على رأس الطفل وتجهز الملابس الجديدة له ويردد الأهل (صلينا على النبي بك... ما شاء الله أبوي عليك). كما تغني الأم لطفلها لتدربه على المشي. وهناك عدد من الأغاني ترددها الأم احتفاء فور أن يبدأ طفلها تعلم المشي، ومنها: «هتي هتي يا باباه هات الحبوة حق ماماه تاه تاه حبوه مشى سابق أمه على العشا زقروا له المطوع يتعشى»