Category: الزواج
بعد أن تتقدم السنين بالأطفال من الجنسين، يجتازون مرحلة الفتوة التي يكتسبون فيها مهارات مهمة، ومن ثم يصبحون جاهزين ومعدين لمرحلة أخرى، حيث على الشاب والفتاة الإقبال على الزواج وتشكيل العائلة وتحمل المسؤولية. وكانت مهام الحياة مقسمة بين الاثنين، الزوج والزوجة، بشكل دقيق. ومن المؤكد أن عادات وطقوس متفردة شيقة، نظمت وحكمت هذا الزواج ومراحله وخطواته في مجتمع الإمارات، إذ كان يختار الشاب الزوجة المناسبة هو أو أهله (وبالغالب كانت الأم أو الأخت أو قريبة له تقوم بهذه المهمة)، ومن ثم تأتي مرحلة الخطبة، ومن ثم – الملكة – أي عقد القران، وخلال هاتين المرحلتين، قبل ليلة الدخلة، يتعرف الزوجان على بعضهما البعض عن كثب، دون أن يخل ذلك بمكون أعراف وتقاليد المجتمع التي كانت تمنع اختلاط الخطيبين وتضع معايير محددة للقائهما. -مسؤوليات: انقسمت مسؤوليات الزوجين وتوزعت بدقة في المجتمع الإماراتي، واللافت هنا أنه قد قامت الأم بكبير الدور بالخصوص وتحملت كبير الأعباء واضطلعت بالمهام الجمة لتبقى العائلة تعيش بخير واستقرار وأمان، ذلك خصوصاً في ظل غياب الرجل عن المنزل لفترات طويلة بحكم طبيعة الحياة وأحكام العمل والمهنة، حيث رحلات الصيد والقنص ورحلات الغوص والإبحار والتجارة، وبذا فإن الأم كانت مسؤولة عن البيت، بيت الرجل، كأم وأب معاً، وكانت مسؤولة عن كل شؤونه وعن أبنائه ومواشيه وماله، إضافة إلى مهامها كربة منزل: تأمين طعام الأبناء ومشربهم ولباسهم ونظافتهم والسهر على سلامتهم و.... أما الرجل، فكان بدوره معنياً بتوفير العيش الكريم والمال لأسرته من خلال العمل بكد ودأب. هذا إضافة إلى مشاركة الأم في العمل معاً لبناء التكوين النفسي والجسدي والاجتماعي للأبناء. وبطبيعة الحال، فإن الأب هو صاحب السلطة في المنزل وبتربية الأولاد وله الكلمة العليا.