Category: موقع وسمات
تطل دولة الإمارات العربية المتحدة على الخليج العربي، وبحر عمان، وهي واقعة في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وتتميز تضاريسها بطبيعة خاصة، حيث تندمج فيها وتتكامل البيئات الصحراوية والجبلية والساحلية. وقد شهدت هذه البقعة من الأرض قيام حضارات عريقة، قبل آلاف السنوات.. حازت مكانة حضارية رفيعة. وكان لتعدد البيئات بالإمارات، دور كبير في تشكيل شخصيات الناس وتحديد أنماطهم السلوكية وعاداتهم اليومية وأسلوب تفكيرهم ومواصفاتهم الشخصية. فأهل الساحل حكمت طباعهم مهن البحر بتنويعاتها وما تفرضه وتفرزه من صفات تحكم طباع الناس وأفكارهم، بينما تميزت طباع ومفاهيم سكان الجبال وأهل الصحراء والواحات بسمات مغايرة. إذ أضفت المهن وطبيعة الحياة والبيئة فروقات محددة بسيطة. ولكن، وفي المجمل، هناك سمة أساسية تتمثل ببساطة العيش والانفتاح والقدرة على تقبل الآخر، انغرست في بنية طباع الناس ومفاهيمهم. وبطبيعة الحال، لا بد وأن يبقى هذا التراث الذي تشكل حصيلة خبرات الناس في هذه البقعة من الأرض، حاضراً بتأثيره وقوته في الأجيال الحالية، وهو ما يحتاج منا جميعاً، وخاصة الأجيال الشابة، تحمّل المسؤولية في تجديده وعصرنته والحرص عبر صونه وتبنيه. فمهما تشعبت اهتمامات شبابنا وطرق ودروب حيواتهم ومجالات تخصصاتهم العلمية، نجدهم محكومين بعناصر ونتاجات هذا الموروث التي تحيط بهم وتنظم حياتهم وتتدخل بها بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء وعوها أو لم يعوها، إذ إن حضوره وصوره تتجلى في أسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء الأماكن التي يعيشون بها والأدوات التي يستخدمونها.. وفي لباسهم وفي عاداتهم وطباعهم ومنازلهم. لذا يجب عليهم التوفيق بين حاضر مزدهر وتراث عريق، مع صون سمة التسامح والانفتاح التي ميزت وتميز مجتمع الإمارات. علاوة على الحذر من الانسلاخ من هويتهم/تراثهم والإغراق في التغريب والانجرار إلى الثقافات الغربية على حساب الثقافة المحلية والهوية الخاصة.