ترتبط الرقصات والفنون الشعبية التراثية في مجتمع الامارات، بعلاقة جوهرية، بتاريخه وحكاياته وطقوسه وجمالياته. فهي مرآة خلاقة لثقافة المجتمع وروايات متكا
ترتبط الرقصات والفنون الشعبية التراثية في مجتمع الامارات، بعلاقة جوهرية، بتاريخه وحكاياته وطقوسه وجمالياته. فهي مرآة خلاقة لثقافة المجتمع وروايات متكاملة عن أصالته وتمسكه بالإبداع والجمال. وتعد جزءاً رئيسياً من مكون ومخزون التراث في الدولة، إذ لطالما عبرت عن أفراح الناس وعكست بهجتهم بالنصر أو التحدي أو الفروسية أو الإنجاز في ساحات العمل المتنوعة. وبطبيعة الحال، تنطوي هذه الرقصات والأهازيج على باقة من الرموز والحركات والإشارات التي تحمل معاني تاريخية وقيمية نبيلة تحكي الكثير من صفات التغني بالنصر وحب القبيلة والشجاعة والفروسية والقوة والخير والمحبة والبهجة وعشق الأرض والتمسك بالأصالة..والتصدي للأعداء.
اولاً-ميزات مهمة :
تحوز الرقصات التراثية والأهازيج التقليدية في الامارات، مجموعة ميزات وسمات مهمة، على رأسها:
1-تمثل صورة خلاقة شفيفة لمكون العادات والتقاليد السائدة..وتروي مفاهيم الناس وقصصهم ورؤاهم وأفكارهم وطبيعة حياتهم وما واجهوه ويواجهونه من مصاعب أو ما ينغمسوا فيه من أعمال ومشاغل.
2-شكلت منتجاً إبداعياً نوعياً في التعبير عن التحدي والفروسية والقوة والعزيمة وحب الوطن والدفاع عنه.
3-ارتبط كثير منها بالمهن والحرف (الغوص –الرعي)، وقامت بدور كبير في تعزيز مكانة تلك الحرف بنفوس الأبناء وتوثيق علاقتهم بها.
4- بطبيعة الحال، قد برزت غالبية الرقصات الشعبية، كأحد أشكال الاحتفال أو طقوس الشعائر الدينية، أو كطريقة للاحتفالات والتعبير عن الافراح.
5-يرى بحاثة ومتخصصون، أن كثيراً من الفنون والرقصات الشعبية في الإمارات، قد وفدت إليه من الخارج، وليست أصيلة فيه، بل قدمت مع بعض الأفراد والجماعات وتوطنت وأصبحت جزءاً من ثقافة المكان. مثل: الليوا.
ثانياً-أنواع:
العيالة:
هي إحدى الرقصات التراثية الإماراتية الخالصة الأصيلة، وتؤدى بواسطة صفين متقابلين من الرجال، ويبدو فيها الافراد في كل من الصفين متلاصقين ومتماسكين بقوة، إذ يُمسك كل رجل بيد الآخر، ويحيط بيده الأخرى، خصره، وهذا يدل على التماسك والتعاون القبلي. ويتوسط الصفين فرقة تتولى الموسيقى، إذ يحمل أفرادها أدوات موسيقية كثيرة، غالبيتها مصنوعة من النحاس،. ومن ما تضمه تلك الادوات: الطبول والدفوف..
“الرزيف” و”الحربية” :
رقصتا «الرزيف» و«الحربية»، تمثلان موروثين شعبيين أصيلين، تعتبران من الرقصات والفنون الشعبية الأولى في الإمارات، وتعدان ثريتين في تفاصيلهما وحركاتهما ومكونيهما، بالشعر ودلالات الشجاعة والقوة والحماس والغزل. وهما رائجان جدا في الاحتفالات والمناسبات الوطنية حاليا. يتميز فن الرزيف بكون الاشعار والمفردات المغناة فيه، قريبة جدا من اللغة العربية الفصحى . كما يتسم هذا النوع من الرقص بتفاوت الأداء، بين البطء والسرعة وبين الهدوء والصياح. ويجمع فن “الرزفة” بين الشعر والرقص باستخدام عِصِي الخيزران الرفيعة (سابقا استخدمت السيوف والخناجر بدلاً من العِصِي في أداء هذا الفن). وفي أداء هذا الفن يصطف الرجال والصبية الذين يُطلق عليهم “الرزيفيّن” على شكل صفَّين متقابلين بينهما مسافة 10-20 متراً، حيث يجتمع عازفو الطبول والآلات الموسيقية بجانبهم يؤدي الرزيفة حاملين عصي الخيزران الرفيعة.
اليولة :
إحدى أشهر الرقصات الشعبية الشبابية، وقد حظيت بدعم نوعي من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ومن مركز حمدان بن محمد لحماية التراث، إذ عزز هذا شعبيتها وحضروها المؤثر وانتشارها الكبير، خاصة لدى الشباب. وهي رقصة تُؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي، وهي مأخوذة من رقصة “الرزيف”، وتستخدم فيها السيوف والبنادق، وتمثل الهدية الكقدمة للراقص بنهايتها، جزءا رئيسيا من طقوسها. وفيها يلقي الراقص بالسلاح عالياً، ثم يعود ليقبضه، من دون أن يسقط منه، وقديماً كان السلاح المُستخدم ثقيلاً ممتلئاً بالذخيرة، على إيقاع الموسيقى وألحان الطبول. وقد شهدت تطويرا واعتناء كبيرين، جعلاها مفضلة ومحببة من قبل الشباب، حيث أسهمت في الوقت نفسه، بتوثيق علاقة الشباب بتراثهم. وقد تفوقت حاليا، على أشهر الرقصات الشعبية في الإمارات.
التغرودة
فن اقترن بجوهر ووقائع الحياة البدوية. أُدرِج عام 2012 ضمن القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية . نوع من لافنون والرقصات الحماسية، الجميلة والبسيطة المؤثرة، والتي لعبت كبير الدور في التوثيق لثقصص المجتمع وما مر به من أحداث، حيث يستخدم الشعراء التغرودة للتعليق على القضايا الاجتماعية وإلقاء الضوء على الإنجازات التاريخية، وإسداء النصائح في بعض الموضوعات، والأشعار فيه غير صعبة إذ لا تعتمد على أوزان شعرية صعبة. وقد ظهر هذا الشعر الغنائي ليرفه المرتحلين على ظهور المطايا عن أنفسهم أثناء سيرهم لمسافات طويلة في الصحراء، كما أن أهل الصحراء وركاب الإبل كانوا يعتقدون أن هذا النوع من الغناء يحث الإبل على السير، ويسليها في الوقت نفسه..
العازي
فن عريق يعد رابع الفنون الشعبية الإماراتية التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي غير المادي، ويقوم ويعتد بشكل رئيس على أشعار حماسية ممزودة بمعاني الفخر والإباء والفروسية، وهي أبيات مقفاة مسبكوة بقوة ورصانة، كما تقترن بسرد أمثال وعبر أحيانا. و يعود أصل هذا الفن إلى الاحتفالات بالنصر، حيث كان يُلقى في ساحة المعركة، ثم توارثته الأجيال عبر مئات السنين..
الرواح:
تعد هذه الرقصة من الرقصات الإماراتية الخاصة بالشحوح في رأس الخيمة. وتضم 30 رجلاً يؤدونها مع ضرب على الطبول حيث ويصطفون صفاً واحداً ربما يصل قوامه إلى الـ 30 رجلاً أو أكثر، ويكون القرع ثنائياً. أي أن الواقف في الأول، يضرب ضربة إيقاعية بكف يده، ذات نبرة خاصة، وتسمى « نقشة». ويتعبه الشخص الثاني في الصف، بضربة إيقاعية أخرى، ذات نبرة مختلفة، تسمى «مجامل»، ويعقبه الثالث بـ»نقشة»، والرابع بـ»مجامل» .. وهكذا تتابع الحلقة: فواحد ينقش وآخر يجامل..
رقصة “النعاشات”:
النعاشات هن مجموعة فتيات يشتركن في رقصة شعبية، وحركاتهن خلال الرقصة، تىبر في مدلولها كناية عن استنجاد المراة برجال الديرة من غزو وعدو قدم الى المكان. إذ يقفن في صف واحد ويرتدين الأثواب المزركشة، ويقمن بتطويح شعورهن، سوداء اللون والطويلة، يمنة ويسرة، على إيقاع الموسيقى والأهازيج وأبيات الشعر الشعبي
الليوا :
فن يعود بجذره الى الفنون والرقصات التراثية الإفريقية، التي ذابت في المجتمع الإماراتي.وفيه يتحلق مشاركون حفاة الأقدام بينما يتوسطهم عازف المزمار “الصرناي”، وتستخدم فيها طبول “المكوارة” الضخمة وطبلا الشابداه” و”الكوس” الصغيران. إذ تتشابك أيادي الرجال في الحركة، ويبدون متقدمين خطوتين الى الأمام، ثم خطوتين الى الخلف، ويدورون عكس عقارب الساعة. وبينما يتعالى صوت “الصرناي” إلى أقصى حد، يُكون الراقص بالوسط يغني، ولكنه فور وصول الصوت اقصى حد يتوقف عن الغناء لفترة، إذ تُسمع أصوات المغنين يردون عليه في حماس شديد).
العرضة
رقصة تراثية هي بالأصل فلكلورية السعودية، وتنتشر في نجد والحجاز، وتمثل نتاجا لعادة عربية قديمة، منذ الجاهلية، مورست في حالات الاحتراب
COMMENTS