الشعر الشعبي

وقد برع شعراء الإمارات في قصيدهم، وتميز بينهم، منذ قديم الزمان نخبة شعراء مجيدين مهمة، وعلى رأسهم الشيوخ والحكام من آل نهيان الكرام ومن آل مكتوم، ومنه

وقد برع شعراء الإمارات في قصيدهم، وتميز بينهم، منذ قديم الزمان نخبة شعراء مجيدين مهمة، وعلى رأسهم الشيوخ والحكام من آل نهيان الكرام ومن آل مكتوم، ومنهم: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وحري بنا في السياق، أن نضيء في سياق استعراضنا أهم شعراء الإمارات، على الماجدي بن ظاهر وشعره، ذاك الملاح والفلكي الشهير الذي قدم الكثير من الابتكارات المهمة، إذ أحيا في أشعاره جملة قصص اجتماعية ووثق أحداثاً مفصلية كما ضمنها الكثير من الحكم والألغاز والكشوف.

وطبعاً يبقى اللافت، أنه من بين أبرز الشعراء النبطيين الرواد، بإمكاننا أن نعثر على أسماء نساء مهمات، أجدن في القصيد وقدمن شعراً متفرداً، بحن فيه بعواطفهن وعبرن به عن ثقافتهن ومجتمعهن.. وعن الحنين والحب والخير والجمال.. والحزن والفرح. وسوى ذلك من موضوعات. ومن بين أبرزهن الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب».

ومن الثابت أن نتاجات شعرية نبطية مهمة، وأسماء شعراء فطاحل، قد ضاعت ولم تدون في مجتمع الإمارات قديماً، ولكن بوجه عام بمقدورنا أن نورد هنا، مجموعة من فطاحل وأبرز شعراء النبط في الإمارات. وقد صدرت في العقد الأخير في القرن الماضي، بعض الدواوين لكبار الشعراء، إلى جانب ما جمعه الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب في ديوان أسماه (تراثنا من الشعر الشعبي)، ويعد من المصادر المهمة عن الشعر الشعبي لاحتوائه على عدد لا بأس به من قصائد شعراء النبط المشهورين في الإمارات. إضافة إلى ما وثقه سلطان العميمي وسواه من الشعراء والبحاثة. ونجمل هنا أسماء مجموعة من الشعراء هؤلاء، مثل: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشاعر الشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان، الشاعر الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان والد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الشاعر عبدالله بن سلطان بن سليم، الشاعر سالم بن فارس المزروعي، الشاعر سيف البلي، عبيد كبريت، راشد السمن، علي بن حميد، حمد بن محمد بن صراي، سيف ضاعن، محمد بن أحمد الفرنكح المري، حمد بن علي المدحوس، حسين بن إبراهيم المناعي، محمد بن حسين المناعي، أحمد بن علي المناعي، محمد إبراهيم الكوس، ناصر بن محمد الشامسي، خلفان علي بن غيث، بطي بن سهيل، حمد بن سرحان، أحمد بن عبدالرحمن أبو سنيدة، مبارك بن حمد العقيلي، راشد الخضر.

من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد:
عليهم صابر والصبر طول
عسى أنال في صبري شفاعه
سبب خلٍ عليه القلب يهمل
هميل العين ما كف اندفاعه
عليه القلب من وكره تملل
يشوف الصيد في عالي رفاعه
حسين اللون باوصافه تكمل
تينع مثل ورد في زراعه
عليه من الدجى كالليل يجهل
اذا هدّت مياديله ارباعه
وعينه مثل عين الحر الأكحل
وخد ياضي البارج شعاعه
وميهوف الحشا والخصر لأعزل
على جسم تحليه لقطاعه
عليه انوح دام الدوب واسأل
وقلبي م العنا زاد التياعه
وحبه في الحشا باطن تخلل
تسلل في شراييني جماعه
غزاني حبكم والحب يقتل
وقلبي في هواه أو في ضياعه
احبك دون كل الناس.. وأسال
واطيع الأمر واصغي لاستماعه
الا يا صاح من مثلي تغربل غزاه العشق قوه واندفاعه
طويل الهم في المهجة ترفل
صدير اورودها فرد أو فياعه

الماجدي بن ظاهر (1781 م ــ 1871 م)
من أشهر شعراء النبط في الإمارات الماجدي بن ظاهر الذي عاش قبل قرنين من الزمان، وانتقل إلينا شعره عن طريق الرواة والشعراء من البدو والحضر، وقد وصف في شعره ملامح البيئة ودون الأحداث وحكى الحكم والألغاز وضمنها العلم والمعرفة. ونجده يصف بها المنطقتين الشمالية والجنوبية من رأس الخيمة إلى الظفرة وليوا ما يدل على أصالته الوطنية في الإمارات كلها حيث عاش وتنقل بين مناطقها. وتشير الروايات إلى أنه ولد في الخران، وهي بلدة صغيرة يوجد فيها قبر شواهده من صخور الجبل، هو قبر ابن ظاهر. إذ يروى أن ابن ظاهر اختار أن يدفن في هذا المكان بعد أن أجرى عدة تجارب على الرمال. إذ دفن كومة من الصوف وبعد عام عاد ليحفر فاستخرجها فوجدها لم تتغير، أي لم تتحلل، عندها أوصى بأن يدفن في هذا المكان. وقد تنقل ابن ظاهر في مضارب البدو وجرب حياة البحر وصنع قارباً صغيراً من نوع (شاشة).
ومن أشهر أشعاره:
يقول الفهيم المايدي اللي بنى
بدع تراواه الرواة وشاع
ما قلت إلا يوم ظال ظويلها
ما بين شراي وذا بياع
أنا إلى كل لفى بمتاعه
هيهات ما تلقى الخبيث متاعي
إلا ليربان القصيد وجيلها
ما طاب منها في فم المجلاع
مثل الذبيح اللي تشبع بالكلا
والعجف ما تصبوا لها الأسباع
وإذا بغيت أنك تصاحب صاحب
لا تصحب إلا جيد الأطباع
حتى إذا ضاق المجال يثيبك
بمدافع ومنافع وفزاع
لنك تكن في قلص لي بحر طما
في المغرجات وصغر كل شراع

فتاة العرب (1920-2018)
عوشة بنت خليفة بن أحمد بن خليفة بن خميس بن يعروف السويدي. سماها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فتاة العرب، ولها مساجلات شعرية بارزة مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
كتبت في شتى الحقول، في الغزل والمديح والنقد والفخر بالوطن.. والإيمان.
وقد كانت عوشة بنت خليفة تنظّم وتطرح ثلاث قصائد في السنة تقريباً ولكنها ضاعفتها بعد حين، شاكاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بيتين:
ياركن عود الهوى وفنه
شاقني جيلك بالوصافي
طيف رويا لي امشجنه شط بك والحقك لتلافي

راشد بن سالم بن عبدالرحمن بن جبران السويدي (1905 – 1980)
ومن قصائده

خـــدلـــج خـــــدك الـــلـــي كــالــســفــرجــل
سـفــر بــدر وســفــر شــمــس وسـفــرجــل
تــفــضـــل بــنــعــبــر عـــبــــرة ســهـــالـــه
بــمــيــل بـالــغــلــس قـــبـــل الــســفــرجــل

سالم بن محمد الجمري العميمي (1910 – 1991)

ولد الشاعر في ديرة في منطقة القرهود ينتهي نسبه إلى قبيلة العميمي من إمارة دبي. ومن قصائده:

تريد الهوا لك على ما تباه
وقلبك تريده يحصل مناه
وخلٍ توده تريده عطوف
صدوقٍ يعاهدك عهد الوفاه

علي بن رحمة الشامسي (1930 – 2006)

من أشعاره :

احبك يانظر عيني غناتي
واحب الارض لي تمشي عليها
واحبك انته أكثر من حياتي
وأسوم الروح لأجلك واشتريها

جمعة بن عدل بن جمعة الرميثي. ولد سنة 1899م. ومن قصائده الغزلية:
بايت اسادي
بغزل الفوادي
وعفت الرقادي بزود الظويل
وظالت حشوده
وفاظت عدوده
ومن بار يوده إمسوي وييل
وييل لفلايه
حدر من العلايه
وجا في منايه وغبي النخيل
مهب الشمال
لفانا عدال
وانا اغتث بالي بحلو اليديل
يديله يثني
بطيب يبني
وهو ممحني ولا له مثيل
انا يا منايه
تزايد وزايه
وعندك دوايه وثيب العليل

محمد بن حمد الفرنكح المري (ولد 1945م)، من شعره:
أبدى بذكر الله في كل حزات
ذكر العظيم الحي دوم ابتدي به
اللي سمك سبع العروش الرفيعات
وارض رساها بالجبال الصليبه
محصي جميع الحي واجثاث الأموات
في لوحة ما فاتها من كتيبه
من بعد ذكر الله بألف لي أبيات
في مدح شيخ يملك الناس طيبه
زايد من اللي كاملين الخصيلات
نور الشعوب وبدرنا نقتدي به
مقدم حرار محزمه في العضيلا
تكفي الإشارة لو الاسم ما أحكي به
وانتم هل العليا على كل حالات
غبة بحور مغرقات صعيبه
الأيمان تعطي من قلوب صخيات
من وجدها تعطيه طالب نصيبه
خيالكم يوم السنين الشديدات
بسيف ورمح ما بينجي صويبه
وأخباركم عند القبايل مقيمات
ومتورخه في كل صفحة تجيبه

فرادة
يمكن أن تؤدى على أبيات الشعر النبطي أغانٍ وألحان، نذكر منها الهجيني أو (الهييني)، والحربية والردحة والونّة والتغرودة والصخري. ولكل نوع نغم معين من اللحن الذي يميز بعضه عن الآخر.

تتنوع القصيدة الشعبية، حسب القوافي، مثل:

(القصيدة المهملة) التي يتكون البيت الواحد فيها من شطرين.
(القصيدة المثولثة أو الثلاثية): مكونة من ثلاثة أشطر ويلتزم فيها الشاعر قافية موحدة في الشطر الأول والثاني، وقافية أخرى في الشطر الثالث وقد تتغير القافية في البيتين الأول والثاني في القصيدة في حين تبقى القافية في الشطر الثالث كما هي.
القصيدة المضمومة أو الملمومة: وهي أن يلتزم الشاعر قافيتين الأولى في الشطر الأول (الناعشة) والثانية في الشطر الثاني من البيت إلى نهاية القصيدة (القارعة).
(القصيدة المروبعة)، وفيها يتكون البيت الواحد من أربعة أشطر تتوحد القافية في ثلاثة الأشطر الأولى، وتختلف في الشطر الأخير.
(القصيدة المنسوبة) وهي أن يبدأ فيها البيت بالكلمة التي تورد في نهاية الشطر الأخير من البيت الذي قبلها.
(القصيدة الألفية)، وهي التي تبدأ أول كلمة في بيتها الأول بحرف الألف، والبيت الثاني يبدأ بحرف الباء. وهكذا إلى نهاية الحروف الهجائية وقد ينتقل الشاعر من حرف إلى حرف في بداية كل بيتين في القصيدة. وقد تكون القصيدة الألفية مهملة أو مضمومة أو مثولثة أو مروبعة.
(القصيدة المبنية)، وهي التي يبنيها الشاعر على أسماء أيام الأسبوع، أو عدد أيام الشهر أو السنة أو النجوم، ويعد هذا النوع من القصائد نادراً لدقته وقوة بيانه.