Category: حرف تقليدية
مثلت الحرف والصناعات التقليدية في الإمارات، كما غيرها من المجتمعات، نتاجاً خلاقاً وطبيعياً لعلاقة الناس بالبيئة المحيطة ولنشاطاتهم وإبداعاتهم الرامية إلى تأمين احتياجاتهم وترسيخ استقرارهم وأمنهم. إذ توفر لهم في محصلة هذا السعي الدؤوب، مخزون مهارات وتقانات شتى، شكلت مكون هذه الحرف على امتداد حقب وعصور طويلة، حيث برزت بالنهاية، وبجانب كونها تؤدي وظائف وأغراضاً حياتية معيشية أساسية، حاملة نسيج ثقافات المكان وأهله وغنية بطرز فنون رفيعة، وكذا متناغمة في طبيعتها وسماتها مع تنوع البيئة المحلية التي نشأت فيها، الساحلية أو الصحراوية أو الجبلية، إذ امتهن سكان كل من هذه البيئات حرفاً مناسبة متباينة تعتمد على المواد المتوافرة وتلبي احتياجاتهم بصورة تناسب ظروف المكان ومناخه. وهكذا خرجت المشغولات متنوعة وبأشكال ثرية عديدة. دراسات دولية كثيرة، صنفت الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تهتم بالحرف والصناعات التقليدية، عالمياً، بالوقت الحالي، إذ استطاعت الإمارات، بمؤسساتها الرسمية والمجتمعية العامة، تسجيل وإحصاء أكثر من 30 حرفة تقليدية يدوية لا تزال تمارس داخل مجتمع الدولة وتمثل مصدر رزق الكثير من العائلات، وهو ما أكده مهرجان أيام الشارقة التراثية في واحدة من دوراته الأخيرة. نستعرض هنا مجموعة بارزة من هذه الحرف والصناعات التقليدية التي تحمل قيم وتراث الأجداد، وتغتني بقصص المكان وأهله، حيث بإمكاننا، لا بل إننا نتحمل المسؤولية جميعاً، الحرص على تجسيدها وعصرنتها بشكل خلاق يمدها بروحية العصر ويكسبها رونقاً جديداً لتبقى تذكرنا بثراء هويتنا وجماليات إرثنا وثقافتنا. وقبل ذلك، لا بد من الإشارة في البداية، إلى أن كل بيئة من بيئات الإمارات، الصحراوية والساحلية والجبلية، اشتهرت بحرف معينة أكثر من سواها، ولكن غالبية تلك الحرف والمهن، تداخلت بين شتى البيئات، حيث اشتركت بها، فمثلت بوجه عام حرفاً مشتركة حاضرة وفاعلة لدى الناس باختلاف بيئات سكناهم.